المهاجر
عدد المساهمات : 99 تاريخ التسجيل : 23/04/2010 العمر : 43
| موضوع: سلسلة حقائق قرآنية -2- الإثنين مايو 10, 2010 3:26 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
سنكمل بإذن الله ما بدأناه من سلسلة " حقائق قرآنية " ... الجزء الثاني
* * * * * * * * * * * * * * *
الجزء الثاني
نظام عمل الشرايين
عندما يرى الإنسان ظاهرةً كونية فإنه يسارع إلى تفسيرها بما لديه من أدواتٍ علمية ومن معرفةٍ قد تم تحصيلها وكلما تنامت هذه الأدوات وازدادت هذه المعرفة وجد أن ما يعلمه من تفسيرٍ لهذه الظاهرة أو تلك كان علماً قاصراً مع أن آياتها القرآنية تتلى منذ قرون . واليوم يجد الإنسان نفسه أمام حقائق عن نظام الشرايين في جسم الإنسان لم يكن ليعلمها لولا التطور العلمي الذي وصل إليه .
( وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ) الذاريات 20-23
يكشف العلم يوماً بعد يوم آيات الله المعجزة في خلق الإنسان وهي لا تقل إبداعاً ولا حتى عدداً عن ما يحيط بنا من آيات الكون المعجزة ولهذا كانت دعوة القرآن الكريم إلى التفكر في أنفسنا كما الدعوة إلى التفكر في آيات الله في الكون من حولنا ، ومن هذه الآيات المعجزة التي في أنفسنا .
نظام عمل الشرايين
عندما ننظر ملياً في تفاصيل عمل الشرايين تقفز إلى أذهاننا مجموعة من الأسئلة المنطقية
- كيف تجد موجات الدم المتتالية دربها داخل الأنسجة ؟؟؟
- من الذي يقرر عدد خلايا الدم اللازمة لأداء مهمتها ؟؟؟
إن إيماننا بالخالق سبحانه وتعالى يجيبنا عنها فهو الذي يعلم ما تضع كل أنثى وما تغيض الأرحام وكل شيءٍ عنده بمقدار . - بعد أن يمر الغذاء الذي يتناوله الإنسان في جميع المراحل بدءاً من مضغه إلى دخوله المعدة ثم هضمه فإنه يصل بالنهاية إلى الدم ومن المفترض أن يعبر الغذاء الذي وصل إلى الدم من الشرايين عبر الجدار الشرياني حتى يتمكن من اختراق الأنسجة المستهدفة لكن المسامات الموجودة على الجدار الشرياني صغيرةٌ جداً ولا يُتصور أن تسمح بمرور الغذاء من خلالها ولا يمكن لأية مادة أن تدخل عبرها من تلقاء نفسها .
كيف يتم تنظيم عملية مرور الغذاء عبر الجدار الشرياني ؟؟؟ والجواب هو : " ضغط الدم " فهو الذي يسهل هذا المرور تسبب الجزيئات الغذائية التي تعبر إلى الأنسجة بكمياتٍ أكبر من اللازم تضخماً في الأنسجة ولهذا توجد آلية خاصة للحفاظ على توازن ضغط الدم ، وهذه مسؤولية " الألبومين " فهو أكبر من المسامات الموجودة على جدار الشريان فيعمل على امتصاص الماء من الدم مثل الإسفنجة
* * * * * * * * * * * * * * *
الألبومين
- يقوم الكبد بتصنيع عشرة غرامات يومياً من الألبومين . - وظيفة الألبومين الرئيسية هي المحافظة على الضغط الأسموزي للدم بمعنى أنه يمنع خروج السوائل الموجودة من الدم خارج الأوعية الدموية - يؤدي نقص نسبة الألبومين في الدم إلى تورمٍ في القدمين وتجمع الماء في الغشاء البريتوني وهذا ما يسمى بمرض " الإستسقاء " - كذلك يقوم الألبومين بوظيفة الحمّال لبعض المواد مثل المادة الصفراء وبعض الهرمونات والأدوية والأحماض الدهنية
ما يُسمح به من تجاوزات عبر الجدار الشرياني في أنحاء الجسم كافة لا يُسمح به في الأنسجة الدماغية ويخضع لرقابةٍ عالية لأن دخول المواد غير المرغوب فيها يسبب ضرراً كبيراً للخلايا العصبية في الدماغ ، فتعبر المواد الضرورية من هذه المسامات وكأنها تعبر منطقة تفتيش أمنية صارمة مما يسهل التدفق المتوازن للمواد الغذائية إلى العضو الأكثر حساسية في الجسم وهو الدماغ .
كيف تتوزع الحرارة في جسم الإنسان ؟؟؟ إن توزيع حرارة الجسم وموازنتها بالتوافق مع درجة حرارة المحيط أمرٌ على درجةٍ كبيرةٍ من الأهمية ، فلو لم يكن هناك نظامٌ لتوزيع الحرارة في أجسامنا لشعرنا بارتفاعٍ شديد في حرارة أيدينا عندما نستعملها بينما يبقى باقي الجسم بارداً مما يسبب ضرراً كبيراً في عملية الإستقلاب لهذا يتم توزيع الحرارة بشكلٍ متساوٍ على جميع أنحاء الجسم ، والجهاز الدوراني هو الذي يسهل هذا الأمر . - يعمل الجهاز التنفسي بشكلٍ أكثر فعالية عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بشكلٍ عام كما تتضخم الأوعية الدموية تحت الجلد لتسمح بتدفق الحرارة الزائدة إلى المحيط الخارجي لهذا السبب يصبح وجهنا أكثر إحمراراً عندما نركض أو نمارس نشاطات عضلية عنيفة ، أما في الجو البارد فتتقلص الأوعية الدموية تحت الجلد ما يساهم في إنقاص كمية الدم المتدفقة إلى المنطقة الأشد حرارة وهكذا تصبح برودة الجسم في أدنى مستوياتها الممكنة وهذا هو السبب وراء لون الوجه الأبيض في الجو البارد وهو احتياطٌ يفعله الجسم بشكلٍ تلقائي .
* * * * * * * * * * * * * * * آلية جريان الدم
- يتدفق الدم في النظام الشرياني دوماً في الإتجاه الصحيح ويضبط هذه الحركة وإتجاهها مجموعة من الصمامات أحادية الإتجاه تمنع عودة الدم في الإتجاه المعاكس . - يوجد صمام بين الأذين الأيسر و البطين الأيسر ، وصمام بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن ، يمنع هذان الصمامان رجوع الدم إلى الأذينان عندما ينقبض البطينان . - وهناك زوجان أخران من الصمامات يفصلان البطينين عن الشرايين التي تصب فيها وهما يمنعان رجوع الدم إلى القلب عند استرخاء الأذينين . - يقع الصمام الأبهري بين االبطين الأيسر والشريان الأبهر ( أكبر شرايين الجسم ) ، كما يقع الصمام الرئوي بين البطين الأيمن والشريان الرئوي . وفي كل دقيقة يقوم البطينان معاً بضخ حوالي 5 ليترات من الدم في هذا الجسم ويتخلل الدم في حوالي مئة ألف كيلومتر من الأوعية الدموية ليصل إلى جميع أنسجة الجسم .
حين يتعرض الإنسان لأي نزفٍ من جسده فإن تسرب الدم حتى النهاية يعني الموت ، ولكن العناية الإلهية اقتضت أن يتصرف الدم حينما يتسرب من الجسم بخلاف ما هو عليه داخله فتتشكل الخثرات الدموية عند بوابة مصدر التسرب ، هذه الخثرات تقطع الطريق على استمرار سيلان الدم وتسرِّع في الإستشفاء . إن عملية تخثر الدم لها بعداها الزماني والمكاني ، فمن الناحية الزمنية تتشكل الخثرة بعد حدوث النزف بوقتٍ قصير جداً حتى لا يفقد الكائن الحي الكثير من الدم فيهلك . ومن الناحية المكانية فيختصر تشكل الخثرة على سطح الجرح فقط ولا ينتقل إلى داخل الجسم ، فوجود الخثرة داخل الجسم سيؤدي إلى انسداد في الأوعية الدموية ثم الهلاك ، تتم هذه العملية بأدق تفاصيلها ووفق ترتيبٍ ثابتٍ لا يتغير . والسؤال :
كيف تحدث عملية التخثر ؟؟؟
تتمتع جميع الخلايا الدموية بما فيها المكونات الدقيقة لنخاع العظم والصفائح الدموية والخلايا المخدرة بالمستوى نفسه من الأهمية ، فهذه الخلايا هي العناصر الرئيسئة التي تقف وراء عملية تخثر الدم . وهناك نوع من البروتين يعمل من خلال تجواله المتواصل في الدم على أن لا تخطئ هذه الصفيحات طريقها إلى حيث مكان الإصابة ، فعندما تلامس هذه الصفيحة الدموية مكان الإصابة تفرز مادة تستدعي من خلالها عدداً لا حصر له من الصفيحات الأخرى إلى المكان تستقر هذه الخلايا في النهاية عند سطح الجرح حيث تموت الصفيحات بعد إتمام تعاملها مع الجرح المفتوح . إن تضحيتها هذه ما هي إلا جزء من عملية التخثر ، ويساهم بروتين آخر يدعى " الترومبين " في عملية التخثر حيث يتولد هذا البروتين في مكان الجرح فقط ومن الضروري ألا يزيد إفرازه ولا ينقص عن النسبة الضرورية ولا يبدأ أو يتوقف قبل الوقت المحدد كما يوجد أكثر من عشرين نوعاً من الأنزيمات التي تساهم في تنشيط إفراز الترومبين أو تثبيطه بحسب ما يتطلبه حال الجرح
* * * * * * * * * * * * * * * الترومبين البشري والترومبين البقري
أظهر بحثٌ جديد أن الترومبين البشري فعالٌ مثل الترومبين البقري في إيقاف النزف ولكنه يتفوق عليه بقلة تفعيله لتشكل الأضداد ، فأثناء جراحة النخاع الشوكي أوقف الترومبين البشري النزف في 95 % من الحالات خلال عشر دقائق وهذا مماثلٌ لما يفغله الترومبين البقري ولكن من خلال معايرة الأضداد المتشكلة تبين أنها تشكلت بنسبة 1.5 % في حالة الترومبين البشري مقارنة بـ 25 % في حالة الترومبين البقري ، وكذلك فإن الآثار السريرية الجانبية لهذه الأضداد كانت أقل في حالة الترومبين البشري . لا يتم توليد الترومبين إلا عند حدوث جرحٍ حقيقي .
حالما تصل الأنزيمات الصالحة للتخثر إلى المستوى المناسب في الجسم تتشكل أليافٌ طويلة من البروتين وخلال وقت قصير تقوم مجموعةٌ من الألياف بتصنيع الشبكة التي تتوضع مكان الدم النازف في حين تستمر الصفيحات المتجولة في القدوم إلى المكان والتراكم فيه ، إن ما يدعى بالخثرة هوالتشكل الذي ينشأ عن هذه التراكمات وعندما يُشفى الجرح تماماً تنحل الخثرة . إن قيادة وحدة التخثر في الدم أمرٌ في غاية الدقة والحساسية بحيث يتم فصل كمية من التخثر تتناسب تماماً مع المطلوب دون أي زيادة أو نقصان . إن النظام الذي يسمح بتشكل الخثرة ويقرر مداها واتساعها وزمن انحلالها لابد أن يكون ذا بنيةٍ معقدة لا يمكن تجزئتها ، والسؤال :
- ماذا يحدث لو حصلت مشكلة صغيرة داخل هذا النظام الدقيق ؟؟؟
- ماذا يحدث لو تخثر الدم من دون جرح ؟؟؟
- ماذا يحدث لو كان من السهل تحلل الخثرة عن الجرح ؟؟؟
الجواب الوحيد عن هذه التساؤلات هو : أن الدم الذي يمد أسباب الحياة لأكثر الأعضاء حساسية مثل القلب والدماغ والرئتين يصبح مليئاً بالثغرات ، وببساطة يعلم جميعنا أن الجلطات المميتة ما هي إلا خثرات في الدم تأخذ مسارها الخاطئ في مسرب الشرايين مما يؤدي إلى الموت في نهاية المطاف . لا مكان هنا للأوهام التي تفترض تصرفاً عبثياً للطبيعة في غياب الخالق ، ولا شك أن هذا النظام الهندسي القائم على مقاييس في غاية الدقة آيةٌ من آيات الله في أنفسنا . قال الله سبحانه وتعالى : ( وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ) الذاريات 20-21لا تقتصر أهمية تخثر الدم على الجروح الظاهرة بل تتعداها إلى التمزقات التي تصيب الأوعية الشعرية التي تحدث باستمرار داخل الجسم حيث يحدث نزفٌ مستمرٌ داخل الجسم مع أننا لا نراه . عندما يصطدم ذراعنا بجسمٍ ما أو نجلس بطريقةٍ متثاقلة فإن المئات من الأوعية الشعرية تتمزق ، يتوقف هذا النزف في الحال بفضل نظام التخثر وتعود الأوعية الشعرية إلى وضعها الطبيعي ، وفي حال كانت الصدمة شديدة فإن النزيف الداخلي يكون أكبر مما يضفي على مكان الكدمة اللون الأحمر . إن التخثر يشكل جهاز المناعة التلقائي الذي يحول دون الكوارث التي قد يتعرض لها الجسم البشري ، ولابد أن نتأكد من قيام هذا الجهاز بوظيفته الحيوية بشكلٍ فعال ، وعلى الإنسان الذي يعاني فقدان عامل التخثر أن لا يتعرض لأي نوعٍ من أنواع الإصابة مهما كان بسيطاً . إن هذا الإجراء الصارم هو السبيل الوحيد لتجنب الموت ، وليس في المسألة أي قابليةٍ للتجربة فهذه حقيقة . أما أولئك الذين يكون هذا المرض عندهم بأطوارٍ متقدمة فلا يعمرون طويلاً حتى أن أدنى زلّةٍ أو انزلاق يمكن أن يودي بحياته ولو كان النزيف داخلياً . إنها يد الله الحانية التي تمتد إلى الإنسان فتمنحه العافية .
* * * * * * * * * * * * * * *
فوائد وعبر
- ليست آياتُ الله المعجزة في أنفسنا أقل شأناً مما نراه في الآفاق من حولنا - يفرض العقل السليم وجود نظام دقيق منضبط من دون وجود مسبب قصد إنشائه - تلبية مكونات الجسم لترميم وإصلاح أي خطرٍ يطرأ عليه ... حادثةٌ يجب أن تستوقف المتفكرين
فسبحان الله عما يشركون
* * * * * * * * * * * * * * *
دمتم بحفظ الله ورعايته | |
|